تارودانت مدينة من القرون الوسطى، تلقب “مراكش الصغيرة ” تفاجئك بأسوارها و أسواقها الجميلة، و مقاهيها الصغيرة قرب ما يسمى بساحة أسراك.
تقع عند تقاطع وادي سوس وجبال الأطلس الكبير، تارودانت التي تحمل مكانة هامة في التاريخ المغربي، و المعروفة بالحرف اليدوية و الأمازيغية والفضة والمجوهرات، تجذب الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم بجمالها ونمط الحياة الأمازيغية في ظل مناخ معتدل طوال العام.
لإنها واحدة من المدن الهامة والقديمة في المغرب، هندستها المعمارية والثقافية والتاريخية لا يمكن إنكارها، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى فترة قبل الاحتلال الروماني، كما أنها مرت بفترة من الازدهار خلال القرن السادس عشر، عندما اعتبرت عاصمة السعديين، وأصبحت مركزا هاما لتجارة القوافل، كما اشتهرت بوفرة وجودة بضائعها: السكر والقطن والأرز.
أصل اسم تارودانت غامض، إلا أن بعض الأساطير ربطت هذا الاسم بأميرة سورية استقرت في المنطقة، وكانت تعرف باسم “الملكة رودانا”، كما يفسر البعض الآخر الاسم من كلمة تاروا دانت الأمازيغية التي تعني ” الأطفال الذين حملهم الماء أو الطوفان ” عندما صرخت إمرأة أمازيغية كانت تغسل الثياب قرب النهر، و جرف الماء صغارها على إثر فيضان حينها.
مدينة تارودانت القديمة
تحيط بها حوالي 7.5 كم من الأسوار، قيمة تارودانت تكمن في المدينة القديمة المميزة بمناخها المعتدل، والشوارع الواسعة والأسواق الحية بالحركية الدؤوبة، والمشي هو الحل الأفضل في متاهة من الأزقة حيث الصاغة والنحاتين يقدمون جميع منتجات الحرف اليدوية المحلية.
سحر المدينة الصاخبة يتضاعف يوم الجمعة يوم السوق الكبير.
أسواق تارودانت
المدينة تضم سوقين رئيسيين: سوق الحرف ضمن أزقتها بين ساحة أسراك و تالمقلات، ويضم حوالي 1000 بائع، تجاره يبيعون النعال والجلود والفخار والسيراميك والسجاد، والتوابل، ويضم تجار المجوهرات، حيث تقدم بعض محلات المجوهرات الذهب أو الفضة.
أما سوق جنان الجامع المفتوح على ساحة تالمقلات، والمغطى بالحديد المموج، حيث يسود نشاط كبير، وخاصة في الشارع المركزي حيث البازارات، وملابس الأطفال، و أكشاك تقدم الحرف اليدوية الطينية والأمازيغية و المجوهرات و”الصنادل الرودانية” الشهيرة بجلدها الجيد.
المدابغ
مدابغ تارودانت، التي يتم الوصول إليها عن طريق باب تارغونت، واحدة من البوابات الخمس التي تخترق سور المدينة القديمة ، لا يوجد به أي آلة، ويتم كل شيء اعتمادا على عناء الجسد، عبر فن عمل الجلد وفقا لأكثر الوصفات القديمة، مع تسويق بعض المحلات التجارية التي توفر الإنتاج المحلي مثل الحقائب الجلدية المزخرفة أو صنادل تارودانت.
سور المدينة
سور تارودنات بني من الطوب و ويعود إلى القرن الحادي عشر، هياكله تطورت في الدول المختلفة التي أثرت في تاريخ المدينة، وخصوصا في ظل حكم المرينيين في القرن الثاني عشر، والموحدين إبان القرن الثالث عشر، و لكنه شهد طفرة حقيقية في أوائل القرن السادس عشر سواء في بناء وتحصين الجدران عندما عاشت تحت ظل حكم سلالة السعديين.
حوالي 7.5 كيلومترا من الأسوار، بها خمسة أبواب للولوج إلى المدينة:باب الزركان، وباب تارغونت، وباب أولاد بونونة، وباب الخميس، وباب القصبة، وباب الجديد.
ساحة أسراك
تقع ساحة أسراك في قلب مدينة تارودانت، إنها قلبها النابض، بل الجهة التي يقصدها الرودانيون بكثافة، بما فيهم عشاق المشي و التجوال و الاسترخاء، أو الذين يترددون على المقاهي في المساء.
الساحة معبر لجميع الأسواق تقريبا، رغم أنها صغيرة نسبيا، و لكن ها متنوعة مثل ساحة جامع الفنا بمراكش وحية بالمتجولين وعشاق الحلاقي و مرقصي الثعابين.
واحة تيوت
واحة تيوت تقع على بعد ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من تارودانت، قرية أمازيغية في سفح الأطلس الصغير، وواحة نخيل خضراء بوجود قصبة قديمة من القرن السادس عشر في عصر الدولة السعدية،.
قرية تيوت تمنحك اكتشاف بستان النخيل، ومن خلالها يمكن للمرء أن يرى بانوراما من الخضرة والصحراء، بل إنها المنطقة التي شهدت تصوير فيلم علي بابا والاربعين لصا في عام 1954، كما تشتهر بضريح سيدي عبد القادر.
تاليوين
تقع تاليوين 119 كلم من تارودانت، منطقة ذات جمال رائع، القرية الصغيرة تحتوي على كنز: الزعفران واحد من التوابل الأغلى في العالم و الملقب ب ”الذهب الأحمر”، مما أهلها لتصبح عاصمة الزعفران في المغرب، و الذي يأتي في المرتبة الرابعة كأكبر منتج للزعفران في العالم.
بالقرب من تالوين، يمكن للمرء أن يقوم برحلات جميلة في جبل سيروا، أو أفزيمر اسكاون.
تاملوكت
تاملوكت هي قرية تقليدية جميلة تقع بين الوديان الجبلية الجميلة حوالي عشرين كيلومترا إلى الشمال من تارودانت، وهي مكان للاستكشاف والاسترخاء، بل هي نقطة التقاء مع التقاليد و العادات المغربية.