66
0

العرس المغربي تحولات سريعة تضرب التقاليد و ميزانية العرسان

66
0

العرس المغربي أو ليلة العمر لم تعد ليلة ضرب الصداق، و تزاوج روحين، بكل بساطة لقد أصبح العرس عرضة لتغيرات كثيرة مست جوانبه الاحتفالية وطقووسه التقليدية،لقد ولى عهد البساطة و دخلنا عالم الرفاهية و المبالغة و الاحتفاء الباذج، وأصبحنا ضحايا ليلة العمر وبعدها فليأتي الطوفان المادي عبر القروض و تبعات عرس يحكى عنه لسنوات.

سطح المنزل والهواء الطلق لم تعد فضاء العرس المغربي

في السابق كان سطح المنزل كافيا لليلة حافلة بالفرح و الغناء، النساء في جهة و الرجال في الجهة المقابلة، و الجوق الموسيقي الشعبي سيد المكان، لكن قاعات الافراح و الفنادق أصبحت جهة مغربية ربما لن الجميع يريد ليلة ولا في الاحلام، حيث الانضباط و الموائد المنظمة.

السرباية مع الدفع المسبق وبكامل الاناقة

اخوتي و أبناء عمي و أصدقائي وجيراني مهما كثروا سأستغني عنهم، وجود السرباية ضروري ببذلاتهم الانيقة وبحركاتهم الرشيقة و ابتساماتهم العريضة و التي تشبه النحل في دقته وفعاليته.

فريق السرباية سيجعل الجميع متفرغا للاكل و الرقص، و أن يكفيك شر عرقه، و أن يبقى طول عمره يتبجح بأنه حمل عرسك على أكتافه.

 كوكتيل موسيقي لا تحلم به عشرات الفضائيات

الشعبي لم يعد كافيا لصخب العرس المغربي، و خنق الكمنجات و تحمسة البنادر و الطعارج انتهت ولم تعد تطرب أحدا، أنت مطالب بفرقة تعزف من الشعبي إلى الشرقي إلى الصيني، و أن تجول بالساهرين مختلف فنون الطرب و الغناء من شمال المغرب إلى جنوبه، وكلما نوعت كلما حصلت على رضى الضيوف.

 البوفيه المفتوح

ولى زمن الطبخات التقليديات، فوجبة من مرق ولحم أو طاجين وكسكس لن ترضي نهم الضيوف، صديقي العريس يجب عليك تقديم أكثر من أكلة من المحمر و المجمر و العصائر و الحلويات ولا تكترث للبطون التي ستخلط هذه المتناقضات، و لو كنت كريما عليك أن تقدم بوفيه مفتوح و اجلس بعيدا سيعرف الجميع طريقهم إلى موائد العرسان.

 دار العريس و العروسة مجهولة

قاعة الافراح هي عنوان العرس المغربي، لاشأن لأحد بمقر سكنى العريس و العروسة، وربم هي حل من حلول اراحة المكان وأهله باللجوء لقاعات الافراح و الاتفاق على ليلة عرس واحد تكفي شر استقبال الاهل لأسابيع، من جهة هي باب يفتح لمصاريف جديدة ولكنها من جهة أخرى حل مناسب لربح الوقت و الجهد و التعاون على عرس لثيلة كانت تدبيره لعام.

الاطفال المحرومون من بهجة الاعراس

لم تعد الاعراس فرحة أطفال بامتياز، لقد اصبحوا محاصرين ببطاقة الدعوات ومن يصطحب أطفاله لا تقبل منه زيارة، فالكراسي و الموائد معدة سلفا لشخاص محددين، وحتى عملية ادخار شئ منا لمأكولات وافراحهم بها لم تعد متاحة فالطبق محسوم الافواه و لا تفكر في الظفر بقطعة لحم اضافية أو حلوى إلا بصعوبة.

 الهواتف النقالة تؤرق الضيوف وتحد من نشاطهم

أن ترقص بنات العائلة أو الجيران ويعبرن عن فرحهن لم تكن مشكلة في تفاصيل العرس المغربي، لكن مع الهواتف النقالة و ووسائل التواصل الاجتماعي صار البعض يتحفظ ويحتاط بل يعبر عن غضبه كلما لمح شخصا يصور، هل هو الخوف من انتهاك الخصوصية أو التطفل وحب النشر الالكتروني لمجريات مناسبة خاصة؟ الحل السماح بالسيلفي فقط.

ملابس العرسان من زمن الف ليلة وليلة

سيدي السلطان ولالة العروسة تلزمهم بذلات من كل زمان، بذلة عصرية و بذل تقليدية يتناوبون الظهور بها فوق العمارية وعلى كرسي التتويج الملكي كعرسان جدد، ربما حل الكراء هو الأنسب عبر ممونين مختصين في زي الحفلات، المهم أن تبقى الصور للذكرى فمن يدري سيأتي زمن ستصبح فيه الذكريات أثمن من ملابس مكترات في العرس المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *